نوبات الغضب أو ما يُعرف بـ”الانفجارات السلوكية” من أكثر المواقف التي ترهق الأهل في تعاملهم اليومي مع الطفل التوحدي. قد تحدث فجأة، وتبدو عنيفة أحيانًا، ولكنها ليست دائمًا تعبيرًا عن العناد أو السلوك السيئ، بل غالبًا ما تكون تعبيرًا عن ألم، توتر، أو عجز عن التواصل. في هذا المقال نشرح كيف نفهم هذه النوبات ونتعامل معها بشكل سليم.
1. فهم أسباب نوبة الغضب
قبل أن نفكر في الحل، علينا أن نعرف السبب:
- فرط التحفيز: أصوات، أضواء، أو روائح مزعجة.
- صعوبة في التعبير: الطفل يريد شيئًا ولا يعرف كيف يطلبه.
- تغيير مفاجئ في الروتين.
- احتياج جسدي: مثل الجوع، التعب، الألم.
2. لا تأخذ الأمر بشكل شخصي
- تذكّر دائمًا أن الطفل لا يقصد الإساءة.
- لا ترد بالصراخ أو العقاب.
- الهدف هنا ليس “السيطرة”، بل الاحتواء والتهدئة.
3. التدخل الهادئ
- اقترب من الطفل دون فزع.
- خفض صوتك وتكلم ببطء: “أنا هنا… كل شيء سيكون بخير”.
- لا تكثر من الكلام، أحيانًا النظرة الحانية أو لمسة على الكتف كافية.
4. البيئة الآمنة
- إذا أمكن، انقل الطفل إلى مكان هادئ وخالٍ من المشتتات.
- بعض الأطفال يستجيبون بشكل جيد لغرفة خافتة الإضاءة أو الأصوات المهدئة.
- تجنب جذب انتباه الناس إليه، لأن ذلك يزيد من توتره.
5. أدوات التهدئة
- وفّر له أداة مهدئة يحبها:
- لعبة مفضلة
- بطانية ناعمة
- كرة ضغط
- أو شغل له مقطعًا من موسيقاه المفضلة.
6. بعد انتهاء النوبة: وقت الاحتواء
- لا توبّخه. احتضنه أو اجلس بجانبه.
- قل له: “أنت كنت غاضبًا، وهذا طبيعي… أنا معك”.
- شجّعه على استخدام كلمات أو إشارات لشرح ما حدث لاحقًا.
7. سجل ملاحظات
- اكتب متى حدثت النوبة، وما الذي سبقها، وكيف هدأت.
- هذا يساعدك على تحديد نمط معين يمكن تفاديه مستقبلًا.
8. الوقاية أفضل من العلاج
- علّم الطفل أدوات بديلة للتعبير: صور، إشارات، كلمات بسيطة.
- ثبّت الروتين، وتهيئه لأي تغيير قادم.
- قلّل المحفزات البيئية قدر الإمكان.
نوبة الغضب ليست نهاية العالم، بل فرصة لفهم طفلك أكثر وتطوير علاقتك به. مع الوقت والممارسة، ستعرف كيف تتصرف في كل موقف، وسيشعر طفلك أنك الشخص الذي يفهمه أكثر من أي أحد آخر.
لا يوجد تعليقات