من أكثر التحديات اليومية التي تواجه الأهل هي محاولة إدخال تغيير على روتين الطفل التوحدي. الأطفال المصابون بطيف التوحد يجدون صعوبة كبيرة في تقبّل التغييرات، حتى البسيطة منها، مما قد يؤدي إلى نوبات غضب أو قلق شديد.
في هذا المقال، سنعرض استراتيجيات عملية لمساعدة الطفل على التكيف مع التغييرات المفاجئة أو المخططة في يومه.
1. لماذا يرفض الأطفال التوحديون التغيير؟
- لأنهم يجدون الراحة في التكرار والتوقع، فالمعروف يقلل من القلق.
- الدماغ التوحدي يعمل بطريقة مختلفة، ويجد صعوبة في معالجة الأحداث غير المتوقعة.
- بعض الأطفال يعتمدون على الروتين لإيجاد إحساس بالأمان.
2. استخدام التهيئة المسبقة
- كلما أمكن، أخبر الطفل بالتغيير مسبقًا.
- قل له مثلاً: “غدًا سنذهب إلى الطبيب بدلًا من المدرسة”، أو “سنغير مكان الجلوس في السيارة”.
- استخدم صورًا أو فيديوهات توضح التغيير القادم.
3. تقديم بدائل واضحة
- بدلاً من مجرد إلغاء نشاط ما، استبدله بشيء آخر محبوب:
- “لن نذهب إلى الحديقة اليوم، لكن يمكننا مشاهدة الفيلم الذي تحبه”.
- حافظ على الإيقاع العام لليوم حتى إن تغيّر المحتوى.
4. التدرب على التغيير
- عوّد طفلك على تغييرات بسيطة في أوقات غير حرجة:
- غيّر نوع الكوب الذي يشرب فيه يومًا ما.
- اجلسا في كرسي مختلف أثناء الأكل.
- هذه التمارين البسيطة تعزز المرونة الذهنية مع الوقت.
5. تقديم التغيير في قالب لعب
- استخدم الألعاب التمثيلية لشرح المواقف:
- “دمية الأرنب اليوم ستأكل في طبق أزرق بدلًا من الأحمر”.
- اجعل الأمر ممتعًا وخاليًا من الضغط.
6. تعزيز التقبل بالمديح والمكافآت
- إذا قبل التغيير، ولو جزئيًا، امتدحه فورًا.
- استخدم كلمات بسيطة مثل: “أنت رائع! قبلت التغيير مثل الأبطال”.
- قدم مكافأة رمزية (لعبة صغيرة، ملصق، نشاط مفضل).
7. تقبل الانفعالات ولا تعاقب الغضب
- إذا شعر الطفل بالقلق أو الغضب، لا تصرخ عليه.
- استخدم عبارات مطمئنة مثل: “أعلم أن الأمر صعب، لكنك ستتخطاه”.
- احتضنه أو قدم له شيئًا يُشعره بالأمان (بطانيته المفضلة مثلاً).
8. روتين داخل التغيير
- حتى إن كان اليوم مختلفًا، حافظ على بعض الروتينات الصغيرة:
- نفس تحية الصباح
- نفس نغمة الموسيقى
- نفس ترتيب ارتداء الملابس
التغيير جزء من الحياة، وتعليم الطفل التوحدي التكيف معه مهارة تبني المرونة النفسية بمرور الوقت.
بالتكرار، والصبر، والتفهّم، يمكن تحويل المواقف الصعبة إلى فرص للتعلم والنمو.
لا يوجد تعليقات