الحمية الخالية من الغلوتين والكازين: هل تنفع فعلًا؟

الحمية الخالية من الغلوتين والكازين قد تكون مفيدة للتوحد في حالات محددة، لكن نجاحها يعتمد على التقييم الفردي والإشراف الطبي، مما يحول دون النظر إليها كحل سحري.


0
الحمية الخالية من الغلوتين والكازين هل تنفع فعلًا؟
الحمية الخالية من الغلوتين والكازين هل تنفع فعلًا؟

الحمية الخالية من الغلوتين والكازين (GF/CF) تُروج كحل سحري لتحسين سلوكيات الأطفال التوحديين، مستندة إلى فكرة أن استبعاد هذين المكونين قد يخفف الأعراض. لكن، هل هناك أساس علمي لهذا النهج، أم أنه مجرد تيار شعبي؟ دعونا ننفصل عن الضجيج وننظر إلى الدليل والواقع.

أساس الفكرة: النظرية وراء الحمية

النظرية ترتكز على أن الغلوتين (في القمح) والكازين (في منتجات الألبان) قد يسببان التهابات أو يؤثرا على الجهاز العصبي لدى الأطفال التوحديين، حيث اقترحت دراسة أولية في “Nutritional Neuroscience” ارتباطًا محتملاً. على سبيل المثال، يُعتقد أن الجسم قد يفسر هذه المواد كمواد سامة، مما يؤثر على السلوك، لكن الآلية ليست واضحة بعد.

الدليل العلمي: مدى الفعالية

الأبحاث محدودة، لكن دراسة في “Journal of Autism and Developmental Disorders” أظهرت تحسنًا في السلوك بنسبة 20-30% لدى بعض الأطفال بعد 3-6 أشهر من اتباع الحمية. على سبيل المثال، طفل قلل من التصرفات المتكررة، لكن الدراسات الكبيرة لم تثبت فعالية شاملة، مما يجعل النتائج غير قاطعة.

التجارب العملية: صوت العائلات

كثير من الأهل أبلغوا عن تحسنات، مثل تقليل النوبات أو تحسين النوم، خاصة عند وجود حساسية مثبتة. على سبيل المثال، أم لاحظت تركيزًا أفضل لطفلها بعد استبعاد الألبان، لكن هذه التجارب تعتمد على الظروف الفردية وتحتاج تأكيدًا علميًا.

المخاطر والتحديات

الحمية قد تؤدي إلى نقص في الكالسيوم أو البروتين إذا لم تُخطط بعناية، حيث أشار “American Academy of Pediatrics” إلى أن 10-15% من الأطفال عانوا من مشكلات تغذوية. على سبيل المثال، طفل أصيب بنقص فيتامين D بعد اتباع الحمية دون استشارة، مما يبرز أهمية الإشراف الطبي.

كيفية تجربة الحمية بأمان

للتقييم، استشر أخصائي تغذية وجرّب الحمية لمدة 3 أشهر مع تتبع دقيق للسلوك والتغذية. على سبيل المثال، عائلة نجحت في تحسين حالة طفلها بعد اختبار حساسية وتعديل النظام، لكن التغيير يتطلب صبرًا ودعمًا احترافيًا.

الرأي العلمي: حذر واعتدال

الخبراء ينصحون بالحذر، حيث لم تثبت الدراسات الكبيرة فعالية الحمية للجميع، وفقًا لـ “Pediatric Research”. على سبيل المثال، طبيب أوصى بتجربة الحمية فقط إذا كانت هناك حساسية واضحة، مما يجعلها خيارًا داعمًا وليس حلاً شاملاً.

خاتمة

الحمية الخالية من الغلوتين والكازين قد تنفع بعض أطفال التوحد، خاصة عند وجود حساسية، لكن فعاليتها ليست مضمونة للجميع وتحمل مخاطر إذا لم تُدار بحكمة. استشر مختصًا، وجرّبها كجزء من نهج شامل بدلاً من الاعتماد الكلي عليها.


هل أعجبك؟ شاركه مع أصدقائك!

0
مروة

لا يوجد تعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *