ما الفرق بين التوحد وطيف التوحد؟


0
ما الفرق بين التوحد وطيف التوحد؟
ما الفرق بين التوحد وطيف التوحد؟

في السنوات الأخيرة، أصبح مصطلح “طيف التوحد” (ASD) يُستخدم بشكل أوسع، مما أثار تساؤلات عديدة لدى أولياء الأمور والمهتمين بالمجال التربوي:
هل التوحد شيء مختلف عن طيف التوحد؟ أم أن أحدهما يشمل الآخر؟

هذا السؤال يُعد من أكثر الأسئلة شيوعًا عند بداية رحلة التشخيص والتعامل مع أطفال يعانون من سلوكيات مرتبطة بالتوحد.
في هذا المقال، سنوضح الفروقات بين التوحد وطيف التوحد، مع تقديم شرح مبسط ودقيق، وفقًا لأحدث ما توصل إليه العلم، وبطريقة بشرية سلسة.

📘 ما هو التوحد؟

التوحد (Autism) هو اضطراب عصبي تطوري يؤثر على مهارات التواصل، والسلوكيات الاجتماعية، وأنماط اللعب والتفاعل.
يظهر عادة قبل عمر الثلاث سنوات، ويمكن أن يكون ملحوظًا في السنوات الأولى من عمر الطفل.

من أبرز سماته:

  • صعوبات في التواصل اللفظي أو غير اللفظي.
  • سلوكيات متكررة أو نمطية (مثل رفرفة اليدين أو التكرار في الكلام).
  • ضعف في فهم الإشارات الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين.
  • الالتصاق بروتين صارم أو روتين يومي ثابت.

🎯 ما هو طيف التوحد؟

طيف التوحد هو مصطلح أوسع يشمل مجموعة من الاضطرابات النمائية العصبية التي تختلف في شدتها وأعراضها من شخص لآخر.
أي أنه بدلاً من اعتبار التوحد كتشخيص منفرد، أصبح يُنظر إليه الآن كطيف يحتوي على مستويات مختلفة من القدرات والتحديات.

وهذا يشمل:

  • التوحد الكلاسيكي.
  • متلازمة أسبرجر (Asperger’s Syndrome) – حيث تكون المهارات اللغوية طبيعية غالبًا، لكن هناك ضعف في المهارات الاجتماعية.
  • اضطراب النمو المتفشي غير المحدد (PDD-NOS).
  • اضطراب الطفولة التفككي (Childhood Disintegrative Disorder) – وهو نادر جدًا.

📌 بمعنى آخر: كل من يعاني من التوحد هو ضمن طيف التوحد، لكن ليس كل من في الطيف يعاني من التوحد بنفس الشدة أو الصورة.

⚖️ الفرق الأساسي بين التوحد وطيف التوحد

المعيارالتوحدطيف التوحد
التعريفحالة محددة بتشخيص واضحمصطلح شامل لحالات متنوعة
التشخيصيعتمد على أعراض معينة وشدة واضحةيشمل درجات متفاوتة من الأعراض
الشدةعادة متوسطة إلى شديدةقد تكون خفيفة، متوسطة، أو شديدة
المرونةأقل تنوعًا في الأعراضأوسع في التعبير والأعراض

🧠 لماذا أصبح “الطيف” هو التعبير الأكثر استخدامًا؟

في عام 2013، أُجري تحديث في الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس DSM-5 الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي، حيث أُلغي الفصل بين الأنواع المختلفة من الاضطرابات النمائية، وجُمعت جميعها تحت مسمى واحد هو:
“اضطراب طيف التوحد – Autism Spectrum Disorder”.

الهدف من ذلك هو الاعتراف بالتنوع الكبير في قدرات المصابين، ما بين:

  • أشخاص يحتاجون إلى دعم كبير جدًا.
  • وأشخاص قد يعيشون باستقلالية نسبية.

🧩 هل يمكن أن يُصاب الطفل بطيف التوحد دون أن يكون مصابًا بالتوحد التقليدي؟

نعم. هناك أطفال يُشخَّصون بأن لديهم سمات من طيف التوحد لكن لا يظهرون جميع الأعراض التي تُميز التوحد الكلاسيكي.
مثال: طفل يتحدث بطلاقة، لكنه يعاني من صعوبة في تكوين صداقات أو فهم الإشارات الاجتماعية.

👨‍👩‍👧‍👦 كيف يؤثر ذلك على العائلة والتدخل العلاجي؟

فهم الفرق بين التوحد والطيف له تأثير مباشر على:

  • التشخيص المبكر.
  • اختيار البرامج المناسبة للعلاج.
  • توقعات الأهل بشأن تطور الطفل.

الأطفال في الطرف الأخف من الطيف يمكن مساعدتهم على تطوير مهارات عالية بفضل التدخل المبكر والفعال، بينما يحتاج من هم في الطرف الأشد إلى دعم ورعاية أكبر على المدى الطويل.

💡 ماذا يجب على الأهل أن يعرفوا؟

📌 نصائح عملية:

  • لا تركز على المسميات (توحد/طيف) بقدر التركيز على احتياجات طفلك الفعلية.
  • اطلب تشخيصًا دقيقًا من فريق متخصص.
  • لا تقارن بين طفلك وبين غيره – كل حالة تختلف عن الأخرى.
  • ابحث عن الدعم النفسي والاجتماعي لنفسك كولي أمر.

🛠️ الخلاصة

في النهاية، يمكننا القول إن الفرق بين “التوحد” و”طيف التوحد” هو فرق مفاهيمي أكثر منه مرضي.

🔹 فالتوحد هو تشخيص ضمن الطيف،
🔹 أما الطيف فهو عالم متنوع من الأعراض والقدرات.

ومع تقدم العلم، أصبحت النظرة أكثر شمولية وإنسانية، تركز على الفرد وليس التشخيص فقط.


هل أعجبك؟ شاركه مع أصدقائك!

0
موسى سليمان

لا يوجد تعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *