نشاط “بطاقات المشاعر”: تعليم الطفل التعرف على العواطف


0
نشاط بطاقات المشاعر تعليم الطفل التعرف على العواطف
نشاط بطاقات المشاعر تعليم الطفل التعرف على العواطف

يُعد تعليم الأطفال التوحديين كيفية فهم العواطف والتعبير عنها مهارة أساسية تُمكّنهم من التفاعل الاجتماعي الصحي. أحد الأنشطة الفعالة في هذا المجال هو “نشاط بطاقات المشاعر”، والذي يساعد الطفل على تمييز المشاعر المختلفة، وفهم أسبابها، وربطها بالمواقف اليومية. في هذا المقال، نستعرض أهمية هذا النشاط، خطوات تطبيقه، وأفضل الطرق لتطويره بما يتناسب مع قدرات كل طفل.

🧠 لماذا يعاني الأطفال التوحديون من صعوبات في فهم المشاعر؟

يعاني العديد من الأطفال المصابين بالتوحد من صعوبات في إدراك الإشارات غير اللفظية، مثل تعابير الوجه أو نبرة الصوت، ما يجعل تمييز المشاعر لدى الآخرين أمرًا معقدًا. من هنا، تأتي أهمية الأنشطة التعليمية التي تُبسّط هذا المفهوم وتجعله بصريًا وعمليًا، مثل نشاط البطاقات.

🧾 ما هو نشاط “بطاقات المشاعر”؟

“بطاقات المشاعر” هي بطاقات تعليمية تحتوي على صور لوجوه تعبر عن مشاعر مختلفة (سعادة، حزن، غضب، خوف، دهشة، حب…)، مرفقة أحيانًا بكلمات تصف الشعور. تُستخدم هذه البطاقات لمساعدة الطفل على:

  • التعرف على أسماء المشاعر.
  • مطابقة تعابير الوجه مع الحالة العاطفية.
  • التعبير عن مشاعره باستخدام كلمات واضحة أو إيماءات.

🎯 فوائد نشاط بطاقات المشاعر للأطفال التوحديين

يتميز هذا النشاط بالعديد من الفوائد التربوية والعلاجية، ومنها:

تحسين مهارات الفهم الاجتماعي
يعزز قدرة الطفل على تفسير سلوك الآخرين وفهم مشاعرهم.

زيادة الوعي الذاتي
يعلم الطفل كيف يسمي مشاعره ويُعبّر عنها بطريقة مناسبة.

تقليل السلوكيات الانفعالية
عندما يتمكن الطفل من التعبير عن مشاعره، تقل حالات الانفجار العاطفي أو الانسحاب.

تعزيز التواصل اللفظي وغير اللفظي
يساعد على تنمية المهارات اللغوية من خلال تسمية المشاعر وتوصيفها.

🛠️ خطوات تنفيذ النشاط في المنزل أو الجلسات التعليمية

يمكن لأي والد أو أخصائي تطبيق نشاط بطاقات المشاعر باتباع الخطوات التالية:

  1. اختيار البطاقات المناسبة للعمر والقدرات
    ابدأ بعدد قليل من المشاعر الأساسية (مثل السعادة، الحزن، الغضب) مع صور واضحة.
  2. العرض والمطابقة
    اعرض البطاقة واسأل الطفل “ما هذه المشاعر؟” أو “متى تشعر بذلك؟”.
  3. ربط المشاعر بالمواقف
    استخدم قصصًا أو مواقف يومية: “عندما كسر لعبته، شعر بالغضب. أي بطاقة تمثّل الغضب؟”.
  4. تشجيع التقليد والتعبير
    شجّع الطفل على تقليد تعابير الوجه الموجودة في البطاقة.
  5. اللعب التفاعلي
    استخدم الدمى أو القصص التفاعلية لإدخال البطاقات في حوار تمثيلي.

🧩 أفكار لتطوير النشاط حسب استجابة الطفل

  • 📚 دمج الكتب المصورة: استخدم قصص الأطفال المصورة لتعزيز فهم المشاعر في سياق حوارات وشخصيات.
  • 🖍️ صناعة بطاقات شخصية: اطبع صورًا للطفل نفسه وهو يُعبّر عن مشاعر مختلفة.
  • 🎲 لعبة تخمين الشعور: يختار أحد أفراد العائلة بطاقة ويمثل المشاعر، وعلى الطفل التخمين.

👩‍👧 كيف تدعم الأسرة تعلّم المشاعر في الحياة اليومية؟

  • تحدث عن مشاعرك بصوت عالٍ مع شرح السبب: “أنا حزينة لأن السماء تمطر ولم نذهب للحديقة.”
  • لاحظ مشاعر الطفل وساعده على تسميتها: “أنت مبتسم، هل أنت سعيد؟”
  • استخدم المرايا والتمثيل لتعليم التعابير الوجهية.
  • امدح الطفل عندما يُعبّر عن مشاعره بطريقة مناسبة.

📌 نصائح لضمان فعالية نشاط بطاقات المشاعر

  • اجعل الجلسة قصيرة وممتعة.
  • انتبه لإشارات الملل أو التشتت.
  • كرر النشاط يوميًا مع تغيير البطاقات.
  • اعمل على تعزيز ما تعلّمه الطفل في مواقف الحياة الواقعية.

🧠 هل هذا النشاط بديل للعلاج؟

لا. بطاقات المشاعر هي أداة تعليمية مساعدة، لكنها لا تغني عن الجلسات المتخصصة مع أخصائيي التخاطب أو العلاج السلوكي. ومع ذلك، فإن دمج هذا النشاط ضمن روتين الطفل يعزز من نتائج التدخل العلاجي بشكل فعّال.


هل أعجبك؟ شاركه مع أصدقائك!

0
موسى سليمان

لا يوجد تعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *