التواصل مع طفل يعاني من اضطراب طيف التوحد قد يكون تحديًا، لكنه ليس مستحيلاً. إذ لا يعني ضعف التواصل اللفظي أن الطفل غير قادر على الفهم أو التعبير؛ بل يعني أنه يحتاج إلى طرق تواصل بديلة أو مدعومة تناسب أسلوبه في استقبال وفهم المعلومات.
في هذا المقال، نُقدّم لك مجموعة من الاستراتيجيات اليومية العملية لتعزيز تواصلك مع طفلك، وبناء علاقة آمنة تدعمه نفسيًا وعاطفيًا.
🌟 لماذا يواجه الطفل التوحدي صعوبة في التواصل؟
قد تعود صعوبات التواصل إلى عوامل متعددة، منها:
- اضطراب في معالجة الإشارات الاجتماعية (لغة الجسد، تعابير الوجه).
- تأخر أو غياب اللغة اللفظية.
- صعوبات في الانتباه المشترك (مثل النظر لنفس الشيء مع الآخر).
- تفضيل الأنماط الروتينية والتكرار.
كل ذلك يجعل التواصل مع الطفل التوحدي يتطلب صبرًا وفهمًا وأدوات مناسبة.
🧠 استراتيجيات فعالة للتواصل اليومي
🗣️ 1. استخدم لغة بسيطة وواضحة
- اجعل الجمل قصيرة (كلمتين إلى ثلاث في البداية).
- تحدث ببطء وهدوء.
- استخدم نفس العبارات للأنشطة اليومية (مثلاً: “وقت الطعام”، “نذهب للحديقة”).
👀 2. اعتمد على التواصل البصري
- انزل لمستوى نظر الطفل.
- حافظ على تواصل بالعين إن أمكن، لكن لا تُجبره عليه.
- استخدم الإشارات اليدوية، وتعبيرات الوجه لتوضيح المقصود.
🖼️ 3. استخدم الوسائل البصرية
- الجداول المصورة، بطاقات المشاعر، رموز PECS.
- الصور تساعد الطفل على فهم التوقعات اليومية والتعبير عن رغباته.
🧩 4. تقبّل أنواعه الخاصة في التواصل
- بعض الأطفال يعبرون من خلال أصوات، أو إيماءات، أو حتى تكرار الكلمات (Echolalia).
- لا تتجاهل هذه الإشارات، بل حاول فهم ما يقصده بها.
🧸 5. خصص وقتًا للتفاعل دون مطالب
- اجلس بجانبه، شاركه لعبة يحبها، من دون توجيه أو أوامر.
- هذا الوقت يعزز الثقة، ويفتح نوافذ تواصل غير مباشرة.
🧘♂️ 6. التكرار والإيقاع يساعدان
- الأطفال التوحديون يحبون التكرار، فاستفد منه في التعلم والتفاعل.
- أنشد له أغنية بسيطة مع إشارة مرافقة – سيتعلم المعنى تدريجيًا.
🔄 7. امنح وقتًا كافيًا للاستجابة
- بعد أن توجه سؤالاً أو تعليمات، انتظر 5 – 10 ثوانٍ.
- بعض الأطفال يحتاجون وقتًا إضافيًا لمعالجة اللغة.
🙌 8. امدح المحاولات لا النتائج
- احتفل بأي مبادرة للتواصل، حتى لو لم تكن صحيحة لغويًا.
- قل له: “رائع! حاولت أن تخبرني بشيء، شكراً لك”.
💬 أمثلة يومية على التواصل
- قبل الطعام: “نأكل؟” مع إشارة لطبق.
- عند الحديقة: “أرجوحة؟” مع صورة لها.
- عند البكاء: “أنت حزين؟” مع وجه حزين من كتيب المشاعر.
- للتعليم: الإشارة إلى أجزاء الجسم، أو الألوان، مع تسمية واضحة.
⚠️ تجنّب هذه الأخطاء
🚫 استخدام جمل معقدة أو مشوشة.
🚫 مقاطعة الطفل قبل أن ينهي محاولته في الكلام.
🚫 الافتراض بأنه لا يفهم، فقط لأنه لا يتكلم.
🚫 الإفراط في التصحيح، ما قد يسبب إحباطًا.
🧠 خلاصة
التواصل مع الطفل التوحدي ليس فقط كلمات؛ إنه نظرات، إشارات، لمسات، روتين، وأمان عاطفي. بتطبيق استراتيجيات بسيطة ومدروسة يوميًا، يمكنك كأب أو أم أن تبني جسورًا من الفهم والمحبة، تدعم طفلك في نموه وتواصله مع العالم.
لا يوجد تعليقات