حين نسمع عن “العلاج السلوكي المعرفي” (CBT)، غالبًا ما يتبادر إلى الأذهان أنه موجه فقط للكبار. لكن المفاجأة أن هذا النوع من العلاج يمكن أن يكون فعالًا جدًا أيضًا للأطفال المصابين بالتوحد، خاصةً ممن يمتلكون قدرات لغوية وتواصلية جيدة.
في هذا المقال، سنكتشف معًا ما هو العلاج السلوكي المعرفي، كيف يعمل، ولماذا يمكن أن يُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الطفل التوحدي — خاصة في مواجهة التحديات النفسية مثل القلق، والغضب، والصعوبات الاجتماعية.
❓ ما هو العلاج السلوكي المعرفي (CBT)؟
العلاج السلوكي المعرفي هو نهج نفسي قائم على الحوار والمشاركة، يهدف إلى مساعدة الطفل على:
- فهم الأفكار السلبية أو غير الدقيقة التي تؤثر على مشاعره وسلوكياته.
- تغيير أنماط التفكير والسلوك نحو خيارات أكثر إيجابية وفعالية.
- تنمية مهارات التكيّف مع المواقف الاجتماعية والانفعالية.
الجميل في هذا العلاج أنه يُركّز على “هنا والآن”، ويستخدم تقنيات ملموسة، مما يجعله مناسبًا للأطفال، خصوصًا إن تم تبسيطه بصريًا وبطريقة عملية.
👦 لماذا يُستخدم مع أطفال التوحد؟
أطفال التوحد، وخاصة ممن هم في الطرف الأعلى من الطيف أو ممن لديهم لغة جيدة، قد يواجهون:
- قلقًا اجتماعيًا أو توترًا من التغيير.
- صعوبة في فهم وتفسير المشاعر أو التعبير عنها.
- تفكيرًا جامدًا أو مكررًا يجعل من التكيف مع المواقف أمرًا صعبًا.
- ردود أفعال عاطفية قوية كالغضب أو الانهيار السريع.
CBT يساعدهم على تنظيم هذه المشاعر، ورؤية الأمور من وجهات نظر متعددة، مما يدعم اندماجهم وتحسن سلوكهم.
🧩 كيف يُطبّق CBT مع الأطفال المصابين بالتوحد؟
1. 🗨️ جلسات فردية أو جماعية
- مع معالج مختص يتدرج في التمارين والمفاهيم بناءً على قدرات الطفل.
- قد يُستخدم اللعب، الرسومات، القصص المصورة أو حتى برامج الكمبيوتر لتسهيل الفهم.
2. 🧠 التركيز على الربط بين الفكرة والمشاعر والسلوك
مثلًا:
- فكرة: “الناس لا يحبونني”
- شعور: حزن وقلق
- سلوك: الانسحاب أو الغضب
يتم تعليم الطفل كيف يمكنه تعديل الفكرة (“ربما كانوا مشغولين”) لتتغير المشاعر والسلوك.
3. 🔄 التدريب على المرونة الفكرية
- تعليمه أن هناك أكثر من تفسير لكل موقف.
- مساعدته على تجربة استراتيجيات جديدة للتعامل.
4. 🛠️ تطوير مهارات حل المشكلات
- كيف يفكر في الحلول، يختار الأنسب، ويُقيّم النتائج.
- يُستخدم مع الأطفال الذين يتعرضون للرفض أو التنمر.
🌈 ماذا يمكن أن يتحسن مع CBT؟
- القلق والتوتر في المواقف الاجتماعية أو المدرسية.
- الغضب والانهيارات العاطفية.
- سوء الفهم الاجتماعي.
- مشاكل النوم أو التفكير القهري.
📌 ملاحظات مهمة للوالدين
- CBT ليس مناسبًا لجميع الأطفال التوحديين. يجب أن يكون الطفل قادرًا على الحوار أو الفهم البصري على الأقل.
- يُمكن تعديل البرنامج ليكون مرئيًا وتفاعليًا أكثر للأطفال الأصغر سنًا أو الذين لديهم صعوبات لغوية.
- النجاح يعتمد على الاستمرارية والتعاون الأسري. يُفضل إشراك الأسرة في الجلسات أو إعطاؤهم أدوات للعمل بها في المنزل.
- التكرار والروتين عنصران أساسيان لنجاح العلاج.
🧭 خطوات لتبدأ في CBT لطفلك
- تحدث مع أخصائي سلوك أو طبيب نفسي متخصص في التوحد.
- تأكد من أن البرنامج مُعدل حسب عمر الطفل وقدراته.
- شارك كمُربي أو أحد أفراد الأسرة في المتابعة.
- قيّم التقدم بانتظام، وكن مرنًا في التعديلات.
لا يوجد تعليقات