في رحلة تعليم وتدريب الأطفال المصابين بالتوحد، يكون من الضروري دمج الأنشطة الممتعة والشيقة التي تحفزهم على التفاعل مع الآخرين. يُعتبر نشاط تمرير الكرة من أبرز الأنشطة التفاعلية التي تساعد على تعزيز التواصل اللفظي والاجتماعي للأطفال التوحديين. من خلال هذا النشاط، يمكن للطفل تعلم مهارات التواصل الاجتماعية واللفظية بطريقة بسيطة وآمنة.
لماذا يعد نشاط تمرير الكرة مهمًا؟
يعتبر تمرير الكرة من الأنشطة الممتعة التي تشجع الأطفال على المشاركة والتفاعل مع الآخرين، وهو يعزز عدة مهارات حركية واجتماعية في الوقت ذاته. عند ممارسة هذا النشاط مع الأطفال المصابين بالتوحد، يمكن أن يساهم في:
- تحفيز التواصل اللفظي: الطفل يتعلم من خلاله كيفية نطق الكلمات المطلوبة (مثل “كرة!” أو “ارجع!”).
- تحفيز التواصل الاجتماعي: هذا النشاط يساعد على تعليم الطفل كيف يشارك ويتعاون مع الآخرين.
- تنمية التآزر الحركي: تمرير الكرة يتطلب coordination بين اليدين والعينين، مما يحسن التنسيق الحركي.
- تعزيز الانتباه: عند ممارسة هذا النشاط، يتعلم الطفل كيف يركز على مهمة واحدة لفترة قصيرة.
كيفية تنفيذ نشاط تمرير الكرة للأطفال التوحديين
1. اختيار مكان مناسب
ابحث عن مكان مفتوح وآمن يمكن فيه للطفل اللعب بحرية. يمكن أن يكون في المنزل أو في الحديقة أو في غرفة اللعب. تأكد من أن البيئة محاطة بمساحة كافية للسماح للطفل بالتفاعل مع الكرة بسهولة.
2. البدء باستخدام كرة ناعمة أو مطاطية
استخدم كرة خفيفة وناعمة ليست صلبة، لكي تكون آمنة وسهلة للطفل في التعامل معها. يمكن أن تكون كرة صغيرة الحجم لتحفيز قدرة الطفل على تحريكها بشكل دقيق.
3. التفاعل مع الطفل
ابدأ بأن تجلس مع الطفل في وضعية مريحة وجها لوجه، وامسك الكرة أمامه. ثم قم بتمرير الكرة إليه، قائلاً: “الكرة!” لتشجيعه على قول الكلمة. يمكنك استخدام هذه الكلمات المحفزة:
- “مرر الكرة!”
- “عطني الكرة!”
- “الكرة هنا!”
الهدف هنا هو تحفيز الطفل على نطق الكلمات المتعلقة بالكرة.
4. تشجيع الطفل على قول الكلمات
عند تمرير الكرة، حاول أن تترك فرصة للطفل ليقول كلمة أو يحاول تكرار ما قلته. على سبيل المثال، إذا مررت الكرة له، قله: “أين الكرة؟”، وعندما يعيد الكلمة أو يحاول نطقها، قدم له مكافأة صغيرة أو إشادة حارة مثل “ممتاز!” أو “أحسنت!”
5. إضافة عنصر التفاعل الاجتماعي
استخدم هذا النشاط لتعزيز التفاعل الاجتماعي بين الطفل وبينك أو بينه وبين أطفال آخرين. يمكنك زيادة الصعوبة قليلاً بأن تجعل الأطفال يمررون الكرة لبعضهم البعض. اجعل العملية ممتعة، بحيث تشجع على تكرار النشاط بشكل دوري.
6. الاستمرار على التكرار
مثل أي مهارة أخرى، يحتاج الأطفال المصابون بالتوحد إلى التكرار من أجل تعزيز التعلم. لذلك، لا تتردد في تكرار النشاط عدة مرات خلال اليوم. مع الوقت، سيبدأ الطفل في تحسين مهاراته في التواصل اللفظي والاجتماعي.
فوائد إضافية لنشاط تمرير الكرة
1. تعزيز المهارات الحركية
تمرير الكرة يساعد الطفل على تطوير المهارات الحركية الدقيقة، مثل إمساك الكرة وتوجيهها. هذه المهارات تؤثر بشكل إيجابي على قدرة الطفل على القيام بأنشطة أخرى تتطلب التنسيق بين اليد والعين.
2. تعزيز الانتباه المتبادل
من خلال هذا النشاط، يتعلم الطفل الانتباه إلى الأشخاص المحيطين به. إذا كنت تمارس هذا النشاط مع أطفال آخرين، سيبدأ الطفل في تعلم الانتباه والتفاعل مع من حوله، مما يعزز مهاراته الاجتماعية بشكل ملحوظ.
3. تقليل السلوكيات غير المناسبة
يساعد هذا النوع من الأنشطة في توجيه انتباه الطفل نحو شيء إيجابي ومنظم، مما يقلل من السلوكيات السلبية مثل الصراخ أو العدوانية. من خلال التفاعل مع الآخرين في بيئة آمنة، يجد الطفل نفسه في سياق اجتماعي أكثر توازنًا.
نصائح لتحسين فعالية النشاط
- استخدام مرافقة بصرية: استخدم صورًا للكرة أو لرسومات متحركة أثناء شرح النشاط للطفل. هذا سيساعد الطفل على ربط الصورة بالكلمة التي تُقال.
- الإشارة إلى الكلمات: عندما تقول “الكرة” أو أي كلمة أخرى، أشر إلى الكرة لتساعد الطفل في ربط الكلمة بالشيء الفعلي.
- استجابة إيجابية عند المحاولة: حتى إذا لم يتمكن الطفل من نطق الكلمة بشكل صحيح، كافئه على محاولته. هذا يشجع الطفل على الاستمرار.
- التدرج في الصعوبة: عندما يتقن الطفل تمارين التمرير البسيطة، حاول زيادة تعقيد النشاط مثل إضافة تعليمات إضافية، مثل “مرر الكرة للأخ” أو “خذ الكرة وأعطني إياها”.
الخاتمة
يعد نشاط تمرير الكرة واحدًا من الأنشطة الفعّالة في تعزيز التفاعل اللفظي والاجتماعي للأطفال التوحديين. من خلال تبني هذا النشاط البسيط، يمكن للأطفال تعلم كيف يتواصلون مع الآخرين بشكل أفضل، بالإضافة إلى تحسين مهاراتهم الحركية والاجتماعية. التكرار والصبر والمكافآت المستمرة هي مفتاح النجاح في هذا النوع من الأنشطة.



















ارجو ان يتم طرح الكثير من هذه التدريبات