دخول المدرسة خطوة كبيرة في حياة أي طفل، لكنها قد تكون تجربة مقلقة أو مربكة للطفل التوحدي وعائلته. فالتغيير في الروتين، البيئة الجديدة، والتعامل مع أشخاص جدد، كلها تحديات قد تُربك الطفل ما لم يُهيّأ لها بشكل تدريجي ومدروس.
في هذا المقال، نستعرض مراحل تأهيل الطفل التوحدي للمدرسة، والخطوات العملية التي تُمكن الوالدين والمربين من دعم هذا الانتقال بلطف وفعالية.
🎯 لماذا يحتاج الطفل التوحدي إلى تأهيل قبل المدرسة؟
- يعاني العديد من الأطفال التوحديين من صعوبة في التعامل مع التغيير المفاجئ.
- المدرسة بيئة غنية بالمحفزات، وقد تسبب ضغطًا حسّيًا أو إرباكًا اجتماعيًا.
- التأهيل التدريجي يُساعد على بناء شعور بالأمان والاستعداد.
📘 مراحل تأهيل الطفل التوحدي للمدرسة
1. 🧠 المرحلة الأولى: الاستعداد العاطفي والنفسي
في هذه المرحلة، الهدف هو خلق تصور إيجابي للمدرسة في ذهن الطفل:
- الحديث عن المدرسة بطريقة مشوّقة وإيجابية
- قراءة قصص مصوّرة عن الذهاب إلى المدرسة
- عرض صور أو فيديوهات لبيئة مدرسية حقيقية
- استخدام الدمى أو الألعاب لتمثيل سيناريوهات مدرسية
🟢 الهدف: تخفيف القلق وبناء التوقعات.
2. 🧩 المرحلة الثانية: التدريب على المهارات الحياتية الأساسية
قبل دخول المدرسة، من الضروري تنمية بعض المهارات الاستقلالية:
- استخدام الحمام بمفرده
- حمل الحقيبة وفتح صندوق الطعام
- التعرف على اسمه واسم المعلمة إن أمكن
- الجلوس لفترة قصيرة على الكرسي
- اتباع تعليمات بسيطة من شخص غير الوالدين
🟢 الهدف: تمكين الطفل من المهام اليومية المدرسية.
3. 📆 المرحلة الثالثة: تهيئة الروتين المدرسي
الانتقال من الروتين المنزلي إلى المدرسي يحتاج وقتًا وتدريبًا:
- تحديد وقت النوم والاستيقاظ مشابه لوقت المدرسة
- تقليد أوقات الحصص والأنشطة في المنزل
- استخدام جدول مصور للروتين اليومي
- تعويد الطفل على وجبة الغداء في صندوق الطعام المدرسي
🟢 الهدف: تقليل صدمة التغيير في الجدول الزمني.
4. 🏫 المرحلة الرابعة: الزيارات التمهيدية للمدرسة
زيارة المدرسة قبل بداية الدراسة خطوة ضرورية:
- تعريف الطفل على الفصل والمعلمة
- تمكينه من اللعب في الساحة
- قضاء وقت قصير داخل الصف ثم زيادته تدريجيًا
- تصوير زوايا المدرسة لاستخدامها لاحقًا في الشرح المنزلي
🟢 الهدف: خلق ألفة مع البيئة قبل الاندماج الكامل.
5. 👨🏫 المرحلة الخامسة: التعاون مع المدرسة والمعلمين
التواصل الجيد مع المدرسة ضروري لنجاح الطفل:
- تقديم ملف تعريفي عن الطفل (الروتين – المحفزات – ما يُقلقه – طرق التهدئة)
- حضور اجتماعات التخطيط الفردي (IEP إن وُجد)
- الاتفاق على إشارات خاصة أو طرق تهدئة داخل الصف
- إعداد خطة تدرّج في الحضور (مثلاً: ساعة واحدة في اليوم ثم ساعتين…)
🟢 الهدف: ضمان استجابة متكاملة لاحتياجات الطفل.
6. 👪 المرحلة السادسة: الدعم المستمر من الأسرة
الأسرة تبقى الركيزة الأساسية لدعم الطفل أثناء انتقاله المدرسي:
- الاستماع لمشاعر الطفل بعد العودة
- تعزيز التجارب الإيجابية
- التدرج في حل المشكلات دون الضغط
- استخدام أدوات الدعم البصري باستمرار
🟢 الهدف: بناء الثقة والشعور بالدعم المستمر.
⚠️ تنبيهات مهمة:
- لا تقارن طفلك بالآخرين، فكل طفل يختلف في استجابته وسرعته.
- من الطبيعي حدوث انتكاسات في البداية (بكاء، رفض…)
- الثبات والروتين هما المفتاح لتجاوز تلك المرحلة.
- قد تحتاج لوجود أخصائي تدخل مبكر للمساعدة إن لزم الأمر.
✅ خلاصة
تأهيل الطفل التوحدي للمدرسة ليس حدثًا لحظيًا، بل مسارًا تدريجيًا يتطلب تفهمًا، صبرًا، وتعاونًا بين الأسرة والمدرسة. كل خطوة تمهيدية تُساهم في تقليل القلق، وتعزيز الشعور بالأمان، ورفع فرصة نجاح الطفل في التجربة التعليمية.
كل طفل له طريقته الخاصة في التعلم والانخراط، والمفتاح هو التهيئة المسبقة والتواصل المفتوح.
لا يوجد تعليقات