لعبة “اتبع الضوء” لزيادة تركيز الطفل المصاب بالتوحد


0
لعبة "اتبع الضوء" لزيادة تركيز الطفل المصاب بالتوحد
لعبة "اتبع الضوء" لزيادة تركيز الطفل المصاب بالتوحد

يعد التركيز والانتباه أحد أهم المهارات التي يحتاج الأطفال المصابون بالتوحد إلى تطويرها. قد يواجه هؤلاء الأطفال صعوبة في البقاء منتبهين لفترات طويلة، ما يؤثر على قدرتهم في التعلم والتفاعل مع البيئة المحيطة بهم. تعتبر لعبة “اتبع الضوء” إحدى الأنشطة الممتعة والفعالة التي تساعد في تحسين التركيز والانتباه لدى الأطفال المصابين بالتوحد، من خلال الجمع بين الحركة والتحفيز البصري. في هذا المقال، سنتناول كيفية تنفيذ لعبة “اتبع الضوء” كتمرين لتحسين تركيز الطفل المصاب بالتوحد.

لماذا تحتاج إلى تحسين تركيز طفلك المصاب بالتوحد؟

التركيز يعد مهارة أساسية تساعد الطفل على:

  • التعلم بفعالية: التركيز يسهل على الطفل استيعاب المفاهيم الجديدة وتنفيذ المهام.
  • التفاعل الاجتماعي: من خلال التركيز، يصبح الطفل قادرًا على متابعة المحادثات والأنشطة مع الآخرين.
  • تقليل السلوكيات المشتتة: تدريب الطفل على التركيز يساعد في تقليل السلوكيات المتشتتة التي قد تظهر عندما يكون الطفل غير قادر على الانتباه لما يحدث من حوله.

ما هي لعبة “اتبع الضوء”؟

لعبة “اتبع الضوء” هي نشاط بسيط يتطلب استخدام مصدر ضوء، سواء كان ضوءًا يدويًا مثل الليزر أو مؤشر ضوء ملون. يتم توجيه الضوء في حركة دائرية أو في مسارات متعددة أمام الطفل، ويتعين على الطفل متابعة الضوء بتركيز. هذا النوع من الألعاب يساعد الطفل على تحسين تركيزه بشكل ممتع وتفاعلي، ويشجع على تعزيز المهارات الحركية الدقيقة، بالإضافة إلى تحسين التنسيق بين العين واليد.

كيفية تنفيذ لعبة “اتبع الضوء”؟

1. تحضير البيئة

قبل البدء في اللعبة، تأكد من أن المكان هادئ وخالي من المشتتات قدر الإمكان. اختر بيئة تساعد الطفل على التركيز، مثل غرفة مع إضاءة معتدلة.

2. استخدام جهاز ضوء مناسب

استخدم جهاز ضوء صغير، مثل قلم ليزر أو مؤشر ضوء ملون. تأكد من أن الضوء لا يكون شديد السطوع أو مزعجًا للطفل. يجب أن يكون الضوء جاذبًا ولكن غير مفرط في السطوع.

3. ابدأ بحركة بسيطة

ابدأ بتوجيه الضوء في حركة بطيئة أمام الطفل. على سبيل المثال، حركه في دائرة كبيرة أو على مسار مستقيم. دع الطفل يتبع الضوء بعينيه أولاً، ثم شجعه على تحريكه بيده إذا كان قادرًا على ذلك.

4. زيادة التحدي تدريجيًا

مع تقدم الطفل في اللعبة، يمكن زيادة التحدي تدريجيًا. حاول تحريك الضوء بشكل أسرع أو في اتجاهات مختلفة، مثل:

  • حركة zig-zag (زاوية الزجزاج).
  • حركة دائرية متغيرة الحجم.
  • حركة سريعة ثم تباطؤ مفاجئ.
  • تحريك الضوء في أشكال هندسية مثل المربع أو المثلث.

5. تكرار الأنماط والتنوع

يمكنك إضافة أنماط جديدة أو أشكال هندسية مع مرور الوقت. كما يمكنك تغيير اللون أو استخدام ألوان متعددة لتحفيز اهتمام الطفل.

6. تشجيع الطفل على المشاركة

إذا كان الطفل قادرًا على تحريك الضوء بيده أو استخدام أداة بسيطة، شجعه على استخدام اليدين للمتابعة أو التحكم في الضوء. هذا يعزز من التنسيق بين العين واليد بالإضافة إلى التركيز.

فوائد لعبة “اتبع الضوء” للأطفال التوحديين

1. تحسين التركيز والانتباه

ببساطة، يعد هذا التمرين من أفضل الطرق لزيادة قدرة الطفل على التركيز. من خلال متابعة الضوء، يطور الطفل القدرة على التركيز على مهمة واحدة لفترة زمنية معينة.

2. تعزيز التنسيق بين العين واليد

يتطلب تتبع الضوء تحريك العينين واليدين معًا، مما يعزز التنسيق بين العين واليد ويقوي مهارات الطفل الحركية الدقيقة.

3. تطوير المهارات الحركية الدقيقة

عندما يقوم الطفل بمحاولة مسك أو متابعة الضوء، فإنه يستخدم مهارات حركية دقيقة تساعد على تطوير التنسيق العضلي وتحسين التحكم الحركي.

4. تعزيز الانتباه البصري

تساهم اللعبة في تعزيز قدرة الطفل على ملاحظة الأشياء البصرية والتركيز عليها، مما يعزز مهاراته في ملاحظة التفاصيل الصغيرة في محيطه.

5. زيادة التفاعل والتحفيز

الضوء يمثل عنصرًا جذابًا يمكن أن يحفز الطفل ويدفعه للمشاركة في النشاط. يساعد هذا التفاعل البصري في تقليل السلوكيات المشتتة وزيادة الوعي البصري.

6. تنمية مهارات التفاعل الاجتماعي

يمكن للآباء أو المعلمين أن يشجعوا الطفل على اللعب مع الآخرين أثناء اللعبة. يمكن تحويل النشاط إلى نشاط جماعي لزيادة التفاعل الاجتماعي، مما يعزز من مهارات التعاون واللعب المشترك.

نصائح إضافية لنجاح لعبة “اتبع الضوء”

  • ابدأ ببطء: ابدأ بحركات بسيطة وبطيئة للضوء لضمان أن الطفل قادر على متابعتها.
  • مكافأة التركيز: كلما أظهر الطفل تركيزًا، قدّم له مكافأة أو شكرًا لتعزيز سلوكه الإيجابي.
  • اجعل اللعبة ممتعة: يمكن تغيير أشكال الضوء أو الألوان بانتظام للحفاظ على اهتمام الطفل.
  • كن صبورًا: يحتاج الأطفال المصابون بالتوحد إلى وقت طويل للتأقلم مع الأنشطة. حافظ على صبرك واستمر في تقديم التحديات المناسبة.
  • استخدم مؤثرات صوتية: يمكن دمج المؤثرات الصوتية مثل الأصوات الهادئة أو الموسيقى الخفيفة لزيادة التحفيز البصري والصوتي.

الخاتمة

لعبة “اتبع الضوء” هي أداة رائعة لتحسين تركيز الطفل المصاب بالتوحد من خلال دمج الحوافز البصرية مع التفاعل الحركي. إنها ليست مجرد لعبة، بل هي وسيلة فعالة لتطوير العديد من المهارات الأساسية مثل التركيز، والتنظيم الحركي، والتفاعل الاجتماعي. من خلال هذه اللعبة الممتعة، يمكن للأطفال الاستمتاع أثناء تعلمهم وتحسين مهاراتهم في بيئة مرحة وآمنة.


هل أعجبك؟ شاركه مع أصدقائك!

0
موسى سليمان

لا يوجد تعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *