كيف يمكن تحقيق التوازن بين رعاية الطفل التوحدي وبقية الأبناء؟


2
2 points
كيف يمكن تحقيق التوازن بين رعاية الطفل التوحدي وبقية الأبناء؟
كيف يمكن تحقيق التوازن بين رعاية الطفل التوحدي وبقية الأبناء؟

حين يُشخّص أحد الأبناء باضطراب طيف التوحد، يتغير الإيقاع الأسري بالكامل. وغالبًا ما تتجه أنظار الأهل وطاقاتهم نحو هذا الطفل، نظرًا لحاجته إلى دعم مستمر، جلسات علاجية، إشراف، وخطط تعليمية فردية. لكن وسط هذه الدوامة، قد يشعر بقية الإخوة بالتجاهل، أو الغيرة، أو حتى الذنب.

فكيف يمكن للأسرة أن تحقّق التوازن العاطفي والعملي بين الطفل التوحدي وبقية الأبناء، دون أن يشعر أحدهم بالتقصير أو الإهمال؟

⚖️ لماذا يحدث الخلل في التوازن؟

  1. الاحتياجات الكثيفة للطفل التوحدي: من العلاج إلى التعليم والرعاية اليومية.
  2. الضغوط النفسية على الأهل: بين الخوف والقلق والإرهاق.
  3. شعور الإخوة بأنهم في الظل: خصوصًا إن كانوا لا يعرفون طبيعة التوحد.
  4. عدم وجود خطة تنظيمية للأسرة.

👂 أولًا: التواصل هو البداية

لا يجب أن يبقى التوحد موضوعًا غامضًا داخل البيت.

  • اشرح لبقية الأطفال ما هو التوحد بلغة تناسب أعمارهم.
  • أجب عن تساؤلاتهم بصراحة، كأن تقول: “أخوك يتأخر بالكلام، لكنه ذكي ويشعر مثلنا”.
  • طمئنهم أنهم لا يُهملون عمدًا، وأنك تحبهم جميعًا بنفس القدر.

📌 نصيحة: خصص وقتًا أسبوعيًا لحوار عائلي بسيط، يُعبّر فيه كل طفل عن مشاعره دون حكم أو لوم.

🕰️ ثانيًا: تقسيم الوقت بعدل

رعاية الطفل التوحدي مهمة، لكنها لا تعني أن بقية الأبناء في المرتبة الثانية.

كيف تنظم وقتك؟

  • 🕑 خصص لكل طفل وقتًا فرديًا، حتى لو 20 دقيقة يوميًا.
  • 📅 اخلق “موعدًا عائليًا” أسبوعيًا للقيام بنشاط جماعي (لعبة، نزهة، مشاهدة فيلم).
  • 🧩 أشرك الإخوة في روتين رعاية الطفل التوحدي، لكن بلطف وبدون تحميلهم المسؤولية الكاملة.

💌 ثالثًا: احتواء مشاعر الإخوة

قد يشعر الإخوة بالغيرة، أو بالذنب لأنهم “ليسوا مرضى”، أو بالحزن لأن الوالدين مشغولان.

كيف تتعامل مع هذه المشاعر؟

  • لا تُبخّس مشاعرهم، بل اعترف بها كشيء طبيعي.
  • امدحهم عند قيامهم بتصرف ناضج أو متعاون.
  • تجنّب مقارنتهم بأخيهم أو أختهم التوحدي، أو استخدامهم كمثال للهدوء أو الطاعة.

🤝 رابعًا: توزيع المسؤوليات بين الوالدين

كي لا يشعر أحد الوالدين بالإرهاق أو الآخر بالغياب:

  • قسّما المهام العلاجية والتعليمية والوقت مع الأطفال.
  • خصصا وقتًا أسبوعيًا معًا كـ”أب وأم” بعيدًا عن دور “المعالجين”.
  • ادعما بعضكما البعض أمام الأطفال لتقديم صورة أسرية متماسكة.

🛟 خامسًا: اطلبوا الدعم عند الحاجة

  • لا تخجلوا من طلب مساعدة نفسية أسرية.
  • الاستعانة بأحد الأقارب أو جليسة أطفال قد يمنحكما وقتًا نوعيًا مع الإخوة.
  • وجود شبكة دعم (مثل مجموعات الأمهات أو منتديات التوحد) يخفف الضغط النفسي ويمنحكم أفكارًا عملية.

🌈 سادسًا: عززوا علاقة الإخوة ببعضهم البعض

  • أوجدوا مساحات مشتركة للعب حتى لو بسيطة.
  • احتفلوا بأي تفاعل إيجابي بين الطفل التوحدي وأخوته.
  • علموا الإخوة التفهم دون أن تضعوا على عاتقهم عبء التوعية أو الرعاية.

✅ خلاصة

تحقيق التوازن بين طفل توحدي وبقية الأبناء ليس مهمة مستحيلة، بل فنّ يحتاج وعيًا وتخطيطًا ومحبة شاملة.
حين يشعر كل فرد في الأسرة بأنه مهم، مسموع، ومحبوب، يصبح البيت مكانًا للطمأنينة والنمو المشترك، رغم كل التحديات.


هل أعجبك؟ شاركه مع أصدقائك!

2
2 points
زهرة حليمي

لا يوجد تعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *