كيف نتعامل مع نظرات المجتمع وانتقاداته لسلوكيات أطفال التوحد؟


0
كيف نتعامل مع نظرات المجتمع وانتقاداته لسلوكيات أطفال التوحد؟
كيف نتعامل مع نظرات المجتمع وانتقاداته لسلوكيات أطفال التوحد؟

أن تكون والداً أو أماً لطفل مصاب بالتوحد هو مسار مليء بالتحديات واللحظات الجميلة في آنٍ واحد. لكن من أكثر ما يرهق الأسر، نظرات المجتمع وانتقاداته حين يُظهر الطفل سلوكًا مختلفًا في مكان عام. في حين يحتاج الطفل إلى تفهّم وتقبل، يجد الأهل أنفسهم في مواجهة أحكام لا تنتهي، بعضها بنظرات وأخرى بكلمات جارحة.

في هذا المقال، سنستعرض كيف يمكن للأسرة أن تتعامل بثقة ووعي مع هذه المواقف، وتبني جداراً من الهدوء في وجه العاصفة الاجتماعية.

👁️ أولاً: فهم دوافع نظرات الآخرين

الكثير من الأشخاص في المجتمع لا يملكون معلومات كافية عن اضطراب طيف التوحد. عندما يرى أحدهم طفلاً يصرخ، يرفرف بيديه، أو لا يتفاعل كما هو متوقع، قد يفترض أنه “غير مهذب” أو أن والديه “مقصران”.
هذه النظرة تنبع من الجهل وليس الشر، وهو ما يمكن أن يخفف قليلاً من وقع الموقف على الأهل حين يدركون أن الناس لا يفهمون ما يمر به طفلهم.

🛡️ ثانيًا: لا تضع نفسك في موضع الدفاع

في كثير من الأحيان، يشعر الوالد أو الأم بأن عليهما أن يفسرا سلوك الطفل للناس، أو أن يبررا التصرفات. الحقيقة أن طفلك لا يحتاج إلى تبرير، وسلوكياته هي جزء من شخصيته وتحدياته الخاصة.
إذا شعرت بأن الموقف لا يتطلب تدخلًا، فلا ترد. تجاهل النظرات أفضل رد على من لا يملك الوعي أو التعاطف.

🗣️ ثالثًا: التوعية البسيطة قد تُحدث فرقًا

إذا وجدت نفسك في موقف يستدعي التوضيح، وكنت تشعر بالقوة الكافية، يمكنك استخدام عبارات مثل:

  • “طفلي لديه توحد، وهو يتعامل مع الموقف بطريقته.”
  • “هو يتعلم كيف يهدأ، نحن نعمل على ذلك سويًا.”
    بهذه الطريقة، تكون قد قدمت رسالة توعوية قصيرة، دون الدخول في جدالات أو إثبات أي شيء.

🧘‍♀️ رابعًا: تدرّب على تقبّل مشاعرك

من الطبيعي أن تشعر بالحزن أو الغضب حين ترى أحدهم يحكم على طفلك أو عليك، أو يرمقكما بنظرة ازدراء. لا تَكبت مشاعرك، بل اسمح لنفسك أن تشعر بها، ثم ابدأ بتهدئة نفسك تدريجيًا، لأن سلامك الداخلي هو ما سينعكس على طفلك.

🤝 خامسًا: كوّن شبكة دعم

تواصلك مع أهالٍ آخرين يمرون بالتجربة نفسها يمكن أن يخلق بيئة تفهّم ومساندة حقيقية. هؤلاء الأهل قد يشاركونك مواقف مشابهة، ويقدمون لك استراتيجيات تعامل فعالة. حتى على وسائل التواصل، يمكن الانضمام إلى مجموعات دعم محلية أو افتراضية.

🧠 سادسًا: ركّز على ما هو مهم فعلاً

في خضم كل شيء، تذكّر أن المهم هو طفلك، تطوره، وراحته النفسية. كل ما عدا ذلك — من نظرات الناس أو كلماتهم — هو خارج عن سيطرتك ولا يستحق أن يسلبك تركيزك.

🎨 سابعًا: درّب طفلك تدريجيًا على التفاعل المجتمعي

بعض السلوكيات التي تُلفت الانتباه يمكن تعديلها أو إدارتها بالتدريب، مثل استخدام كرات التوتر، أو تعليم الطفل كلمات بسيطة للتعبير، أو التدرّج في الخروج إلى الأماكن العامة. لا تسعَ لتغيير طفلك ليرضي المجتمع، بل اعمل على تعليمه مهارات تساعده على التعامل مع البيئة من حوله.

✅ خلاصة

نظرات المجتمع ليست مرآتك ولا مرآة طفلك.
طفلك يستحق أن يُعامل باحترام وتقدير، تمامًا كما هو.
حين تتسلّح بالوعي، والصبر، والدعم، فإن كل انتقاد خارجي يتحول إلى فرصة لبناء قوة داخلية أعمق.


هل أعجبك؟ شاركه مع أصدقائك!

0
زهرة حليمي

لا يوجد تعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *