كيف نبني شبكة دعم عاطفي داخل أسرة طفل التوحد؟


0
كيف نبني شبكة دعم عاطفي داخل أسرة طفل التوحد؟
كيف نبني شبكة دعم عاطفي داخل أسرة طفل التوحد؟

حين يُشخّص طفل بالتوحد، لا تتأثر حياته وحده، بل تتغيّر ديناميكية الأسرة بأكملها.
وفي خضم الجلسات، والمواعيد، والخطط العلاجية، قد تُهمل العائلة — دون قصد — أهم ما تحتاج إليه:
الدعم العاطفي لبعضها البعض.

فالأسرة التي تشعر بالأمان الداخلي، والتفهّم، والتعاون… تستطيع أن تمنح طفلها بيئة مستقرة تساعده على النمو بثقة.
في هذا المقال، نطرح خطوات واقعية لبناء شبكة دعم عاطفي قوية داخل الأسرة، خطوة بخطوة، بلغة إنسانية بسيطة تراعي مشاعر الجميع.

أولًا: البداية من الداخل – الوالدان أولًا

لكي توجد بيئة عاطفية مستقرة، يجب أن يشعر الوالدان بالأمان مع بعضهما البعض.

  • تحدثا عن مشاعركما بصراحة
  • تجنّبا إلقاء اللوم أو النقد أثناء الضغوط
  • احرصا على تقسيم الأدوار بعدالة
  • خصصا وقتًا للحديث كزوجين، لا فقط كأبوين

💬 الاستقرار بينكما هو أول دعم عاطفي يشعر به الطفل… حتى لو لم يكن يتحدث بعد.

ثانيًا: أشركوا الإخوة بطريقة ذكية

إخوة الطفل المصاب بالتوحد يمرون أحيانًا بمشاعر مختلطة: الغيرة، الحيرة، الشعور بالتجاهل، أو حتى الخوف.

اجعلوهم جزءًا من الفريق، بدل أن يكونوا مجرد “مراقبين”:

  • اشرحوا لهم التوحد بطريقة تناسب أعمارهم
  • أفسحوا المجال لمشاعرهم (حتى لو كانت سلبية)
  • امنحوهم دورًا بسيطًا في دعم أخيهم (كاللعب، أو المساعدة في الترتيب)
  • خصصوا وقتًا خاصًا لكل طفل

🎈 تذكروا أن الحب لا يُقاس بالعدالة التامة… بل بالاهتمام الذي يشعر به كل فرد.

ثالثًا: وضع روتين عاطفي للأسرة

في ظل الانشغال بالجلسات والمواعيد، يمكن أن تضيع العائلة في المهام وتنسى اللحظات العاطفية الدافئة.

إليكم بعض الأفكار لبناء روتين داعم:

  • وجبة واحدة يوميًا بدون شاشات
  • ليلة أسبوعية للأسرة (لعبة جماعية، فيلم، أو قصة)
  • دفتر مشاعر أسبوعي للأطفال للتعبير عما يشعرون به
  • طقوس بسيطة مثل العناق الصباحي أو “كلمة جميلة قبل النوم”

💡 العواطف لا تحتاج مناسبات… تحتاج فقط نية واهتمام.

رابعًا: توزيع الأدوار دون ضغط

ليس من العدل أن يتحمّل أحد الوالدين كل الأعباء النفسية أو الجسدية.
وليس من الواقعي أن يتساوى الجميع في العطاء، لكن يمكن أن يتوازنوا.

  • من يُجيد التواصل مع الأخصائي؟
  • من يريح الطفل أكثر؟
  • من يحتاج وقت راحة الآن؟

✨ الحوار المفتوح حول “من يفعل ماذا” يمنع الانفجار العاطفي لاحقًا.

خامسًا: دعوا العائلة الممتدة تكون جزءًا من الدعم

الأجداد، الأخوال، العمات… يمكنهم أن يكونوا سندًا حقيقيًا — إن تم إشراكهم بطريقة صحيحة.

  • اشرحوا لهم ما يحتاجه الطفل (وما لا يحتاجه)
  • وجّهوهم بدلًا من أن تفترضوا أنهم يعرفون
  • اطلبوا المساعدة عند الحاجة (حتى لو كانت زيارة قصيرة لمنحكم وقت راحة)

🎗 الدعم لا يعني فقط الفهم… بل الحضور، ولو بأبسط صورة.

سادسًا: لا تنسوا أنفسكم كأفراد

الوالدان أحيانًا يذوبان في دور “الأب” و”الأم”، وينسيان نفسيهما كأشخاص.
وهذا يُضعف شبكة الدعم العاطفي، لأن التعب النفسي حين يُهمل… يتضخّم.

  • خذ/خذي وقتًا لنفسك كل أسبوع
  • مارس هوايتك (مهما كانت بسيطة)
  • لا تخجل/تخجلي من طلب الدعم النفسي إن شعرتَ بالضيق
  • حفّز شريكك على العناية بنفسه أيضًا

🧠 العائلة القوية تبدأ من أفراد متوازنين… لا من أبطال مرهقين.

خاتمة

بناء شبكة دعم عاطفي داخل الأسرة ليس رفاهية… بل ضرورة.
الطفل المصاب بالتوحد يشعر — بطريقته الخاصة — بكل توتر أو استقرار داخل أسرته.
وما يحتاجه أكثر من الخطط والبرامج هو بيت دافئ… فيه صدق، وتفاهم، واحتواء.

افتحوا قلوبكم لبعض.
ساندوا بعضكم البعض بصمت أو بكلمة.
وثقوا أنكم، بهذه المحبة، تبنون لطفلكم أقوى بيئة ممكنة… حتى لو لم تُرَ بالعين، تُحَسّ بالقلب.


هل أعجبك؟ شاركه مع أصدقائك!

0
زهرة حليمي

لا يوجد تعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *