اللعب ليس مجرد وسيلة للترفيه، بل هو أداة تعليمية وعلاجية فعالة، خاصة عندما يتعلق الأمر بأطفال التوحد.
واحدة من أبرز التحديات التي تواجه هذه الفئة هي فرط أو نقص الحساسية الحسية، ما يجعل اختيار الألعاب المناسبة لتحفيز الحواس أمرًا بالغ الأهمية.
في هذا المقال، سنستعرض كيفية اختيار الألعاب التي تساعد على تنظيم وتحفيز الحواس بطريقة آمنة وممتعة، ونقدّم نصائح عملية لتناسب احتياجات كل طفل على حدة.
أولًا: لماذا يحتاج أطفال التوحد إلى ألعاب تحفز الحواس؟
- يعاني بعض الأطفال من حساسية مفرطة (فرط التحسس) تجاه الأصوات أو اللمس أو الروائح.
- بينما يعاني آخرون من نقص التحسس ويحتاجون إلى محفزات قوية للتفاعل.
🧠 اللعب الحسي يساعد على:
- تنظيم الجهاز العصبي.
- تقوية التركيز والانتباه.
- تقليل القلق والسلوكيات المتكررة.
- تطوير المهارات الاجتماعية والتواصلية.
ثانيًا: خطوات اختيار الألعاب المناسبة
🎯 1. حدّد نوع الحساسية لدى طفلك
- هل يُبالغ في رد الفعل عند سماع صوت عالٍ؟
- هل يحب الضغط أو الدوران أو الحركة؟
- هل يتجنب بعض الملمس (مثل الرمل أو العجين)؟
👂معرفة ما يحبه أو ينفر منه تساعدك في تخصيص اللعبة الأنسب.
🧩 2. اختر ألعابًا تحفّز حاسة واحدة في كل مرة
ابدأ بمحفز حسي واحد ثم انتقل تدريجيًا لمزج الحواس.
الحاسة | أمثلة ألعاب مناسبة |
---|---|
اللمس | رمل ملون، عجينة لينة، كرات حسية، قماش مختلف الملمس |
السمع | ألعاب تصدر أصوات هادئة، أجراس، بيانو صغير |
النظر | أضواء LED ملوّنة، فقاعات صابون، لوحات بصرية |
التوازن والحركة | أرجوحة، لوح توازن، نطاطة صغيرة |
الشم | عطور طبيعية، أكياس عطرية بأعشاب آمنة |
🧸 3. راعِ مستوى الأمان
- تأكد من أن اللعبة خالية من القطع الصغيرة القابلة للبلع.
- اختر مواد غير سامة وسهلة التنظيف.
- تجنب الألعاب التي تصدر أصواتًا مفاجئة أو قوية جدًا.
💡 4. قدّم اللعبة بطريقة تدريجية
لا تجبر الطفل على التفاعل فورًا.
ابدأ بتقديم اللعبة من مسافة، أو استخدمها أنت أولًا أمامه، ثم شجّعه بلطف.
👪 5. شارك الطفل اللعب
اللعب التفاعلي مع أحد الوالدين أو الأخوة يُعزز من:
- التواصل البصري.
- الانتقال بين الأنشطة.
- تقبّل الحواس الجديدة في بيئة آمنة.
ثالثًا: ألعاب حسيّة يُوصى بها
نوع اللعبة | الفائدة |
---|---|
كرات الاسترخاء | تهدئة اليدين وتنظيم التوتر |
لوحة الحواس المتعددة | تحفز عدة حواس في آنٍ واحد |
فقاعات الصابون | تشجيع الطفل على النفخ والانتباه البصري |
صندوق المفاجآت الحسية | اكتشاف ملامس وروائح مختلفة بطريقة ممتعة |
مفرش اللعب الحسي | دمج الصوت واللمس والبصر في مساحة آمنة |
رابعًا: إشارات تدل على نجاح اللعبة
راقب استجابة الطفل أثناء وبعد اللعب:
- هل بدا أكثر هدوءًا أو تفاعلاً؟
- هل طلب تكرار اللعبة؟
- هل زادت مدة تركيزه؟
- هل اختفت سلوكيات معينة أثناء اللعب؟
هذه إشارات إيجابية على أن اللعبة مناسبة له.
خامسًا: متى تتوقف عن استخدام اللعبة؟
توقف فورًا إذا لاحظت:
🚫 رفضًا شديدًا أو بكاءً متكررًا
🚫 أعراضًا جسدية (دوخة، غثيان، انزعاج من الضوء أو الصوت)
🚫 استخدامًا خاطئًا يمكن أن يسبب أذى
خاتمة
اختيار الألعاب المناسبة لتحفيز الحواس لدى أطفال التوحد لا يعتمد فقط على نوع اللعبة، بل على فهم عميق لاحتياجات الطفل الحسية ونمط تفاعله مع البيئة.
اللعبة الصحيحة يمكن أن تكون مفتاحًا لبناء علاقة أقوى، وتطور معرفي وسلوكي أفضل.
كن صبورًا، جرّب، راقب، وشارك طفلك هذه اللحظات الثمينة من الاكتشاف والنمو.
لا يوجد تعليقات