كيف تبدأ يومك مع طفل توحدي؟


0

دليل عملي لبداية هادئة ومثمرة

يُعد الصباح من أهم اللحظات التي تؤثر على مجريات يوم طفل التوحد، بل على يوم الأسرة بالكامل. فبداية اليوم بشكل منظم، مريح، وخالٍ من التوتر يمكن أن تصنع فارقًا كبيرًا في الحالة المزاجية للطفل وسلوكه بقية اليوم. لهذا، إليك دليلاً عمليًا مدعومًا بالنصائح والخطوات المبنية على التجارب والممارسات التربوية المثبتة.

الاستعداد يبدأ من الليلة السابقة

تحضير اليوم التالي يخفف من عبء الصباح، خاصة إن كان الطفل يعاني من صعوبات في التكيف مع التغيرات المفاجئة.

  • حضّر ملابس الطفل معًا، ودعه يختار ما يحب من بين خيارات محدودة.
  • ضع جدوله الصباحي على ورقة أو لوحة مصورة، وعلّقها في مكان واضح.
  • احرص على نوم مبكر ومنتظم، فقلة النوم تزيد التهيّج وتقلل التركيز.

الاستيقاظ اللطيف: البداية الهادئة تصنع الفرق

الأطفال التوحديون غالبًا ما يكونون حساسين جدًا للضوء، الصوت، واللمس، لذا:

  • أيقِظه بلطف، بصوتك الهادئ أو باستخدام موسيقى ناعمة يحبها.
  • افتح الستائر بالتدريج ليتأقلم مع الإضاءة الطبيعية.
  • لا تفرض عليه الحديث فور استيقاظه، أعطه بعض الوقت ليُعدّل مزاجه.

الروتين هو المفتاح

الأطفال ذوو التوحد يستجيبون بشكل ممتاز للروتين المنتظم. اجعل صباحك متسقًا قدر الإمكان:

  • الاستيقاظ – غسل الوجه – ارتداء الملابس – الإفطار – حقيبة المدرسة.
  • استخدم الصور أو الرموز لترتيب الخطوات على جدول بصري.
  • لا تغيّر التسلسل إلا إذا كان ضرورياً، وبلّغ الطفل مسبقًا بأي تغيير.

التغذية الصحية والبسيطة

يُفضَّل أن يحتوي الإفطار على عناصر يحبها الطفل، وتكون سهلة الهضم وغنية بالطاقة.

  • جرب وجبات بسيطة ومعتادة مثل الزبادي بالفواكه، الحبوب، أو البيض.
  • تجنّب إجباره على تجربة طعام جديد صباحًا، واكتفِ بما يعرفه ويطمئن له.
  • قدِّم الطعام في أطباقه المفضلة، وشارك معه الجلوس إن كان ذلك يطمئنه.

التعامل مع التحديات الصباحية

قد تبرز بعض السلوكيات الصعبة في الصباح، مثل الرفض أو نوبات الغضب. تعامل معها كالتالي:

  • كن هادئًا وثابتًا في رد فعلك.
  • إذا تأخر عن خطوة معينة، ذكّره بلطف باستخدام الجدول المصوَّر.
  • امدحه على أي خطوة أنجزها بشكل إيجابي، ولو كانت صغيرة.

استخدم الأدوات المساعدة

هناك أدوات تدعم الانتقال السلس للطفل في الروتين الصباحي:

  • المنبهات الناطقة أو ذات الإضاءة التدريجية.
  • الساعات المصورة التي تحدد الوقت المتبقي لكل نشاط.
  • تطبيقات يومية مصممة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

التحفيز العاطفي قبل مغادرة المنزل

امنح طفلك لحظة احتضان، أو عبارة تشجيعية قبل الخروج. هذا الأمان العاطفي الصباحي يمنحه استقرارًا وراحة تساعده في يومه الدراسي أو العلاجي.

خاتمة

بداية اليوم مع طفل توحدي لا تحتاج أن تكون فوضوية أو متوترة، بل يمكن تحويلها إلى تجربة محبة وملهمة عبر التنظيم، التفهم، والصبر. الروتين ليس فقط لأجل راحة الطفل، بل أيضًا لطمأنينة الأسرة بأكملها. كل خطوة صباحية تُنجز بمحبة هي استثمار طويل في صحته النفسية وقدرته على الاندماج مع العالم.


هل أعجبك؟ شاركه مع أصدقائك!

0
أمال محمد

لا يوجد تعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *