عند الحديث عن اضطراب طيف التوحد، يبحث كثير من الأهالي عن الأسباب والعوامل التي قد تسهم في ظهوره.
من أبرز ما يُثار في هذا السياق:
“هل للتغذية أثناء الحمل علاقة بالتوحد؟ وهل تؤثر صحة الأم على دماغ الطفل؟”
في هذا المقال، نسلط الضوء على الدور الذي قد تلعبه فترة الحمل والتغذية في تطور التوحد، بناءً على ما توصل إليه العلم الحديث.
📌 التوحد: لمحة سريعة
اضطراب طيف التوحد (ASD) هو اضطراب في النمو العصبي يظهر عادةً خلال السنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل، ويؤثر في قدرته على:
- التواصل اللفظي وغير اللفظي
- التفاعل الاجتماعي
- الاستجابة للمثيرات الحسية
الأسباب الدقيقة لا تزال غير معروفة تماماً، لكن يُعتقد أنها ناتجة عن تفاعل بين عوامل جينية وبيئية، ومنها ما يحدث أثناء الحمل.
🤰 هل للحمل تأثير على احتمال نشوء التوحد؟
نعم. أظهرت دراسات علمية أن بعض العوامل أثناء الحمل قد تزيد من احتمالية إصابة الجنين باضطراب طيف التوحد، ومنها:
1. التهابات الأم خلال الحمل
الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية خلال الأشهر الأولى من الحمل، مثل الإنفلونزا الشديدة أو الحصبة الألمانية، قد ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالتوحد، نتيجة الاستجابة المناعية العالية وتأثيرها على دماغ الجنين.
2. تناول بعض الأدوية
أدوية مثل الفالبروات (Valproate) التي تُستخدم لعلاج الصرع أو اضطرابات المزاج، ارتبطت ببعض الحالات بزيادة خطر التوحد إذا تم تناولها خلال الحمل.
3. سوء التغذية أو نقص الفيتامينات
نقص بعض العناصر المهمة مثل:
- حمض الفوليك (Folic Acid)
- فيتامين D
- أوميغا 3
يمكن أن يؤثر على تطور الدماغ عند الجنين، وهو ما تتابعه الدراسات الحديثة باهتمام متزايد.
🍽️ التغذية ودورها في تطور دماغ الجنين
تُعد تغذية الأم أثناء الحمل عاملاً مؤثراً في النمو العصبي للجنين. فالعناصر التالية ضرورية:
✅ حمض الفوليك (Folic Acid)
يساعد في تقليل خطر التشوهات العصبية عند الجنين، وقد تُساهم مكملاته في تقليل خطر الإصابة بالتوحد عند تناوله قبل الحمل وأثناء الأشهر الأولى.
✅ فيتامين D
هناك أدلة تشير إلى أن نقص فيتامين D أثناء الحمل قد يرتبط بزيادة معدلات التوحد، لأن هذا الفيتامين يلعب دورًا مهمًا في نمو الدماغ ووظائفه.
✅ أحماض أوميغا 3
تُسهم في تطوير الدماغ وبناء الشبكات العصبية، وقد يكون لها تأثير وقائي.
⚠️ الأطعمة الغنية بالمعادن الثقيلة (مثل الزئبق)
تناول الأسماك الملوثة أو الأطعمة المحتوية على الزئبق قد يؤثر سلبًا على الجهاز العصبي للجنين.
🧬 التفاعل مع العوامل الوراثية
العوامل البيئية مثل التغذية وصحة الحمل لا تعمل وحدها، بل تتفاعل مع الجينات.
فطفل لديه استعداد وراثي للإصابة بالتوحد، قد يكون أكثر تأثرًا بأي خلل في تغذية الأم أو تعرضها لأدوية أو سموم معينة.
🚫 هل يمكن الوقاية من التوحد عبر التغذية؟
حتى الآن، لا توجد طريقة مضمونة للوقاية من التوحد، لكن:
- تحسين تغذية الأم
- تجنب الأدوية الضارة أثناء الحمل
- المتابعة الطبية الجيدة
كلها خطوات قد تقلل من عوامل الخطر المرتبطة بظهور التوحد، أو على الأقل تضمن نموًا عصبيًا سليمًا للجنين.
✅ نصائح غذائية للأمهات:
- ابدئي بتناول حمض الفوليك قبل الحمل بشهر على الأقل
- احرصي على فحص فيتامين D وتعويض النقص
- تناولي وجبات متوازنة غنية بالخضروات والبروتينات
- تجنبي الأسماك الغنية بالزئبق مثل التونة البيضاء بكميات كبيرة
- استشيري الطبيب قبل تناول أي دواء أو مكمل غذائي
📝 خلاصة
اضطراب التوحد لا يُعزى إلى عامل واحد، بل هو نتيجة تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والبيئية، منها صحة وتغذية الأم أثناء الحمل.
الوعي بهذه العوامل واتخاذ التدابير الوقائية قد لا يمنع التوحد تمامًا، لكنه يدعم تطورًا عصبيًا صحيًا للجنين ويقلل من المخاطر المحتملة.
لا يوجد تعليقات