عندما يكون التعبير بالكلمات صعبًا، يصبح اللون هو اللغة. لدى العديد من الأطفال المصابين بالتوحد تحديات في التواصل اللفظي والتعبير عن مشاعرهم، لكن هذا لا يعني أنهم لا يحملون داخلهم عالماً من الأحاسيس والأفكار. التلوين، في هذه الحالة، يتحول إلى وسيلة فنية حرة تساعد الطفل على إخراج ما لا يستطيع قوله بالكلام.
🧠 لماذا التلوين مفيد للأطفال التوحديين؟
التلوين ليس مجرد نشاط ممتع للأطفال، بل هو أداة فعالة تساهم في:
- تعزيز التركيز والانتباه.
- تهدئة التوتر والقلق.
- تنمية المهارات الحركية الدقيقة.
- التعبير عن الذات بطريقة آمنة وخالية من الأحكام.
- فتح نوافذ لفهم العالم الداخلي للطفل من خلال ألوانه واختياراته.
🖌️ جلسة التلوين الحرة: ما المقصود بها؟
جلسة التلوين الحرة تختلف عن التلوين داخل الأشكال الجاهزة أو اتباع تعليمات صارمة. هي مساحة مفتوحة يُمنح فيها الطفل أدوات التلوين المختلفة (أقلام شمع، ألوان خشبية، ألوان مائية…) وورقة بيضاء ليُبدع بحرية.
هذه الحرية مهمة لأنها:
- تُشعر الطفل بالسيطرة على محيطه.
- تشجعه على اتخاذ قراراته الخاصة (اختيار الألوان، الاتجاهات، ما يريد رسمه).
- تبني ثقته بنفسه وتشعره أن تعبيره الفني له قيمة.
👨👩👧👦 كيف تنظم جلسة تلوين ناجحة في المنزل؟
- اختيار الوقت المناسب: اجعل الجلسة في وقت هادئ لا يكون فيه الطفل مرهقًا أو مشتتًا.
- تهيئة المكان: مكان نظيف، خالٍ من المشتتات، مع أدوات تلوين آمنة وسهلة الاستخدام.
- ابتعد عن التوجيه الزائد: لا تطلب من الطفل رسم شيء محدد، بل اكتفِ بتشجيعه بعبارات مثل “اختر اللون الذي تحبه” أو “ارسم ما تشعر به”.
- شارك إذا رغب: بعض الأطفال يحبون التلوين مع شخص آخر، شاركه فقط إذا أبدى رغبة بذلك.
- احترم عمله الفني: علّق رسوماته على الجدار أو خزّنها في ملف خاص به، هذا يُشعره بالفخر والاهتمام.
🌈 ماذا يمكن أن نلاحظ من خلال رسومات الطفل؟
رغم أنه لا يجوز تفسير كل رسمة بشكل قاطع، فإن الملاحظ يمكن أن يكشف:
- الحالة النفسية (ألوان داكنة أو مبهجة).
- الاهتمامات الخاصة بالطفل.
- تطوره في المهارات الحركية الدقيقة (الخطوط، الأشكال، التنظيم).
📌 نصائح إضافية:
- جرب أوراقًا بأحجام وأشكال مختلفة.
- استخدم أدوات غير تقليدية للتلوين (الإسفنج، فرشاة أسنان، أصابع…).
- ضع موسيقى هادئة أثناء الجلسة لتوفير جو مريح.
- اسمح له بتكرار الجلسة عدة مرات في الأسبوع.
لا يوجد تعليقات