التوحد أو اضطراب طيف التوحد (ASD) هو اضطراب نمائي عصبي يؤثر على التواصل، والسلوك، والتفاعل الاجتماعي. كلما تم التعرف على التوحد في وقت مبكر، كانت فرص التدخل الفعال وتحسين النتائج أفضل. ولذلك، فإن وعي الأهل والمعلمين بالعلامات المبكرة يمكن أن يكون خطوة فارقة في حياة الطفل.
متى تبدأ العلامات بالظهور؟
غالبًا ما تبدأ علامات التوحد في الظهور قبل سن الثلاث سنوات، بل قد تظهر بعض الإشارات منذ عمر الستة أشهر. وتختلف العلامات من طفل لآخر، ولكن هناك أنماط متكررة يمكن ملاحظتها.
العلامات الاجتماعية المبكرة
- قلة التواصل البصري
لا ينظر الطفل في عيني من يحدثه، أو يتجنب التحديق، حتى في اللحظات التي يتوقع فيها تواصل بصري مثل الرضاعة أو اللعب. - عدم الاستجابة للنداء بالاسم
الطفل لا يستجيب لاسمه عند مناداته، رغم التأكد من سلامة سمعه. - غياب التعبيرات الوجهية المناسبة
مثل الابتسام كرد فعل لابتسامة أحدهم، أو عدم إظهار الحزن أو الدهشة في مواقف تستدعي ذلك. - عدم مشاركة الاهتمامات أو الإشارات الاجتماعية
لا يشير الطفل إلى الأشياء التي تثير اهتمامه، ولا يحاول جذب انتباه الآخرين إلى ما يشاهده.
العلامات السلوكية
- تكرار الحركات
مثل رفرفة اليدين، أو التأرجح، أو الدوران المتكرر حول الذات. - التمسك بالروتين
انزعاج شديد عند حدوث أي تغيير طفيف في النظام اليومي، مثل تغيير طريق الذهاب إلى الحضانة. - الاهتمام الشديد بجزء من الأشياء
مثل الانشغال بعجلة سيارة لعبة بدلًا من اللعب بها ككل.
العلامات في التواصل واللغة
- تأخر الكلام أو عدمه
بعض الأطفال لا يتحدثون إطلاقًا، أو يتأخرون كثيرًا في نطق الكلمات الأولى. - صعوبة في استخدام اللغة للتواصل
مثل تكرار نفس الكلمات أو العبارات (صدى الكلام)، أو استخدام نبرة غريبة عند التحدث. - عدم استخدام الإيماءات
مثل الإشارة أو التلويح أو تحريك الرأس للتعبير عن الرفض أو القبول.
متى يجب استشارة الطبيب؟
يُنصح بمراجعة طبيب الأطفال أو اختصاصي نمو الطفل في حال لاحظ الوالدان واحدًا أو أكثر من هذه العلامات:
- عدم الابتسام أو التفاعل البصري بعمر 6 أشهر.
- عدم التفاعل بالإيماءات بعمر 9 أشهر.
- عدم إصدار أي أصوات بعمر 12 شهرًا.
- عدم نطق كلمات مفردة بعمر 16 شهرًا.
- فقدان المهارات الاجتماعية أو اللغوية التي كانت مكتسبة.
خلاصة
الاكتشاف المبكر هو المفتاح. لا يعني ظهور علامة واحدة أن الطفل مصاب بالتوحد، ولكن وجود مجموعة من العلامات يدعو إلى إجراء تقييم متخصص. التدخل المبكر يساهم في تعزيز قدرات الطفل وتسهيل اندماجه في المجتمع.
لا يوجد تعليقات