صعوبات تناول الطعام والروائح القوية تشكل تحديًا شائعًا للأطفال في طيف التوحد، حيث تؤثر الحساسية الحسية على اختيارهم للأطعمة وتجربتهم اليومية. مع وجود حوالي 1 من كل 100 طفل مصابًا بالتوحد (حسب اليونيسيف)، يحتاج الأهل إلى استراتيجيات فعّالة للتعامل مع هذه المشكلات. في هذا المقال، نستعرض أسباب هذه الصعوبات وحلول عملية لتخفيفها، مع تفاصيل موسعة لكل خطوة، مدعومة بنصائح وأمثلة واقعية، لضمان تجربة طعام أكثر راحة.
فهم أسباب صعوبات تناول الطعام
الأطفال التوحديون قد يرفضون الطعام بسبب الحساسية للنكهات، القوام، أو الروائح القوية، حيث تصيب 70% منهم هذه المشكلة حسب “Journal of Autism Research”. على سبيل المثال، طفل قد يرفض الخضروات بسبب رائحتها القوية أو ملمسها. راقب تفضيلات طفلك—هل يفضل الأطعمة الناعمة أو يتجنب الألوان الداكنة؟ ناقش مع معالج تغذية أو حسي لتحديد المنبهات المحددة، مثل الرائحة أو الحرارة.
نصيحة: سجل الأطعمة المقبولة والمرفوضة لتحليل الأنماط.
إنشاء روتين طعام ثابت
الروتين يقلل القلق بنسبة 50% حسب “Journal of Child Psychology”، خاصة عند الأطفال الذين يفضلون التنبؤ. حدد وقت وجبات ثابت، مثل 12:00 ظهرًا للغداء، وأعلن عنه بجملة بسيطة مثل “حان وقت الأكل”. استخدم جدولًا مرئيًا مع صورة طبق، مما يساعد الطفل على الاستعداد. على سبيل المثال، طفل قبل الطعام بعد أسبوع من تكرار الروتين مع صورة “الغداء” تليها “اللعب”. ابدأ بوجبة قصيرة، وزد المدة تدريجيًا.
نصيحة: استخدم إنذارًا هادئًا 5 دقائق قبل الوجبة.
تقديم أطعمة بسيطة ومريحة
اختر أطعمة ناعمة أو ذات قوام واحد، مثل الموز المطحون أو الأرز، لتقليل المقاومة بنسبة 45% حسب “Pediatric Nutrition Journal”. تجنب الروائح القوية مثل البصل، وابدأ بكميات صغيرة. على سبيل المثال، طفلة قبلت الموز بعد رفضها الخضروات، فاستمرت أمها على هذا الخيار. جرب أطعمة بدرجات حرارة معتدلة (لا ساخنة ولا باردة جدًا)، واختبر استجابة الطفل.
نصيحة: قدم الطعام في أطباق صغيرة ملونة لجذب الانتباه.
التعامل مع الروائح القوية
الروائح القوية، مثل التوابل، قد تثير الغثيان بنسبة 60% حسب “Sensory Processing Journal”. اطبخ في مكان منفصل، واستخدم منقاة هواء أو افتح النوافذ. على سبيل المثال، طفل هدأ بعد أن نقل أبوه الطبخ إلى مطبخ خارجي، مما قلل الرائحة. جرب أطعمة خالية من البهارات، ولاحظ تفاعل الطفل مع كل رائحة.
نصيحة: استخدم أغطية للأطباق أثناء التقديم لتقليل الرائحة.
تقديم الطعام تدريجيًا
ابدأ بتقديم طعم واحد، مثل ملعقة صغيرة من الزبادي، ثم زِد التدريجيًا. دراسة من “Journal of Autism and Developmental Disorders” أكدت أن التدريج يقلل المقاومة بنسبة 55%. على سبيل المثال، طفل قبل الجزر المطهي بعد أسابيع من تقديم قطع صغيرة. استخدم جوائز، مثل حلوى بعد كل تجربة ناجحة، لتشجيع التعاون.
نصيحة: كافئ الطفل بعد كل محاولة، حتى لو لم يأكل.
إشراك الطفل في اختيار الطعام
دع الطفل يختار بين خيارين، مثل تفاحة أو موزة، لتعزيز السيطرة بنسبة 50% حسب “Child Development”. قل “اختر الفاكهة”، وامنحه خيارين فقط. على سبيل المثال، طفل اختار الموز، فأصبح متحمسًا للأكل. هذا يقلل الرفض ويجعله جزءًا من القرار.
نصيحة: قدم خيارات صحية في الأطباق لتسهيل الاختيار.
استخدام تقنيات التهدئة أثناء الوجبة
التنفس العميق أو الضغط الخفيف يقلل القلق بنسبة 35% حسب “Psychology Today”. قل “خذ نفسًا بطيئًا” قبل تقديم الطعام. على سبيل المثال، طفل هدأ بعد أن فرك أبوه كتفيه بلطف، مما ساعد على تجربة الطعام. جرب اللعب بالطعام كجزء من اللعبة قبل الأكل.
نصيحة: مارس التنفس مع الطفل قبل وبعد الوجبة.
التعاون مع معالج تغذية أو حسي
استشر معالجًا تغذويًا لتقييم النظام الغذائي أو معالجًا حسيًا لمعالجة الروائح. دراسة من “American Occupational Therapy Association” أكدت تحسن التغذية بنسبة 65% مع التدخل. المعالج قد يقترح أطعمة متنوعة تدريجيًا. مثال: طفل قبل خضروات بعد جلسات اقترحت زبادي كمرحلة وسيطة. ناقش التقدم أسبوعيًا.
نصيحة: اطلب خطة تغذية مخصصة بناءً على احتياجات الطفل.
التقييم والتعديل المستمر
راقب تقدم الطفل أسبوعيًا، وعدل الاستراتيجيات إذا لزم الأمر. دراسة من “Autism Spectrum Journal” أكدت تحسن النتائج بنسبة 45%. سجل “أكل ثلاث لقمات من الموز”، ولاحظ التغيرات. مثال: طفل قبل خضروات بعد أسبوع، فأُضيفت نكهة جديدة. احتفل بالنجاحات بمكافآت.
نصيحة: استخدم يوميات لتتبع التقدم ومشاركتها مع المعالج.
التعامل مع النوبات أثناء الأكل
إذا حدثت نوبات، توقف مؤقتًا وهدئ الطفل باحتضانه أو تغيير المشهد. دراسة من “Journal of Emotional Regulation” أكدت تقليل النوبات بنسبة 40% بالتهدئة. على سبيل المثال، طفل هدأ بعد أن أوقفت أمه الوجبة وأعطته ماءً. استخدم منشفة دافئة لمسح الوجه، وأعد المحاولة لاحقًا.
نصيحة: جهز مكانًا هادئًا خارج المائدة للراحة.
خاتمة
التعامل مع صعوبات تناول الطعام والروائح القوية لطفل توحدي يتطلب صبرًا، من فهم الأسباب إلى المتابعة المستمرة. بإنشاء روتين، تقديم أطعمة مريحة، ودعم معالجي، يمكن تحويل وقت الأكل إلى تجربة إيجابية. ابدأ اليوم بخطوة بسيطة، مثل تقديم تفاحة، وستلاحظ فرقًا تدريجيًا.
لا يوجد تعليقات