استراتيجيات تعزيز التواصل غير اللفظي مع الطفل التوحدي

لا يعتمد كل الأطفال التوحديين على اللغة المنطوقة للتواصل، وقد يجد العديد منهم صعوبة في التعبير بالكلمات. لكن هذا لا يعني أنهم لا يرغبون بالتواصل. من خلال أدوات غير لفظية مثل تعابير الوجه، الإشارات، ونظرات العيون، يمكن بناء جسور فهم قوية معهم. في هذا المقال، نتناول استراتيجيات فعالة لتعزيز هذا النوع من التواصل.

1. افهم لغة طفلك الخاصة

• كل طفل توحدي لديه “نظامه الخاص” للتعبير.
• لاحظ كيف يُظهر الغضب، الفرح، القلق — هل يرفرف بيديه؟ ينظر للأسفل؟ يعض شفته؟
• دوّن تلك الأنماط لتساعدك على فك رموزه اليومية.

2. استخدم لغة الجسد بوعي

• الانحناء لمستوى الطفل عند الحديث يشعره بالأمان.
• حافظ على تعابير وجه هادئة ومطمئنة.
• أشر بيديك، استخدم الإيماءات، وكن واضحًا في تحركاتك.

3. اجعل التواصل البصري غير مرهق

• لا تُصرّ على النظر في العين مباشرة.
• بعض الأطفال يشعرون بالضغط إذا تم التركيز على العينين.
• بدلًا من ذلك، اجعل التواصل البصري طبيعيًا ولطيفًا، مثل النظر إليه أثناء اللعب أو أثناء قراءة قصة.

4. استخدم الصور والإشارات

• أنشئ جداول مرئية لروتين اليوم.
• استخدم بطاقات تعبيرية توضح المشاعر (فرح، حزن، غضب…).
• درّب الطفل على الإشارة إلى ما يريد من خلال هذه الوسائل.

5. قلّل من الكلمات… وركّز على الإشارة

• لا تغرق الطفل بالكلام.
• استخدم جمل قصيرة وواضحة، مصحوبة بإيماءة معبرة.
• على سبيل المثال: “كرسي” + الإشارة إليه.

6. التفاعل عبر اللعب

• اختر ألعابًا تتيح التواصل غير اللفظي، مثل:
  • تركيب البازل
  • الألعاب الحسية (معجون اللعب، الرمل…)
  • ألعاب الدور (أم وطفل، طبيب ومريض…)
• أثناء اللعب، يمكنك تقليد حركاته وتعبيراته، مما يقوي الترابط بينكما.

7. استجب لإشارات الطفل باهتمام

• إذا نظر نحو شيء، أشر إليه وتحدث عنه.
• إذا لمس يدك بلطف، فاستجب بابتسامة ولمسة حانية.
• كل تفاعل غير لفظي يستحق التعزيز.

8. كن صبورًا وثابتًا

• لا تتوقع نتائج سريعة.
• الاتساق في استخدامك للإشارات ولغة الجسد يعلّم الطفل أن هناك نمطًا يُفهم.
• مع التكرار، ستلاحظ أن الطفل يتجاوب أكثر ويقلّ توتره في التفاعل.

التواصل ليس بالكلمات فقط. فالأطفال التوحديون قد لا يتحدثون كثيرًا، لكنهم يشعرون ويرغبون في الارتباط. من خلال الانتباه للغة الجسد، استخدام الصور، والصبر، يمكنك فتح نافذة تواصل عميقة ومؤثرة معهم، تبني من خلالها علاقة إنسانية قوية ومبنية على الفهم والمحبة.