عندما يُشخَّص طفل بالتوحد، تتغير حياة الأسرة بالكامل.
في كثير من الأحيان، تنسحب العائلة من اللقاءات الاجتماعية، المناسبات، والأنشطة خارج المنزل، سواء بسبب الإرهاق، أو صعوبة التعامل مع ردود فعل الآخرين، أو لحماية الطفل من المواقف المُربكة.
لكن مع مرور الوقت، قد تتحوّل هذه الانعزالية إلى عزلة اجتماعية مؤذية تؤثر على الجميع: الوالدين، الطفل المصاب، وحتى الأشقاء.
في هذا المقال، نتحدث عن أثر هذه العزلة، ولماذا من المهم كسرها، وكيف تخطو العائلة نحو التوازن دون الضغط على نفسها.
💔 ما الذي تسببه العزلة الاجتماعية؟
1. الإرهاق النفسي للوالدين
الانعزال المستمر يُشعر الأهل أنهم “محاصرون”، وقد يُفقدهم الدعم العاطفي والمعنوي الذي يحتاجونه.
2. ضعف شبكة الدعم
بدون أصدقاء أو معارف يتفهمون وضع الطفل، يشعر الوالدان أنهم وحدهم في المواجهة.
3. حرمان الطفل من فرص التعلّم الاجتماعي
العزلة تعني قلة الاحتكاك بالعالم، وهو ما قد يُبطئ تطور مهارات الطفل الاجتماعية.
4. إحساس الأشقاء بالوحدة أو التمييز
قد يشعر الطفل غير المصاب بالتوحد أنه محروم من الحياة الاجتماعية مثل أقرانه.
🌱 كيف نكسر دائرة العزلة؟
1. ابدأوا بخطوات صغيرة وآمنة
- خصصوا يومًا للخروج إلى مكان هادئ (حديقة، مكتبة، جلسة عائلية صغيرة)
- لا تحتاجون لتجربة كبيرة أو صاخبة، بل بيئة مناسبة تُشعركم بالأمان
كل خطوة صغيرة تُعدّ نجاحًا، لا تقللوا من أثرها.
2. انضموا إلى مجموعات دعم أو أسر مشابهة
- يمكن العثور على مجموعات أُسر لديها أطفال من ذوي التوحد
- ستشعرون أنكم لستم وحدكم
- يمكن تبادل النصائح والمساندة وحتى ترتيب أنشطة مشتركة
3. حدّدوا “الدوائر الآمنة” من الناس
ليس عليكم شرح كل شيء للجميع، لكن يمكنكم بناء دائرة من الأصدقاء أو الأقارب الذين يتفهمون الوضع.
- اشرحوا لهم ببساطة كيف يمكنهم التفاعل مع الطفل
- لا تخجلوا من قول: “ابني يتفاعل بطريقة مختلفة، لكنه يحب التواجد معنا”
4. لا تتوقعوا الكمال من الخروج
ربما تحدث نوبة غضب، أو يشعر الطفل بالتعب، لا بأس.
- خططوا مسبقًا (أحضروا وجبته المفضلة، لعبته المريحة، سماعات عازلة للضجيج إن لزم)
- خذوا فترة راحة إذا احتجتم
المهم أن التجربة تُكرّر تدريجيًا وتتحسن مع الوقت
5. ادعموا بعضكم كزوجين
العزلة تؤثر على نفسية كل منكما، فكونوا سندًا لبعضكم
- شاركوا المشاعر
- امدحوا بعضكم بعد كل تجربة إيجابية
💡 أفكار عملية:
| الفكرة | الهدف |
|---|---|
| زيارة أسبوعية لبيت جد الطفل | تعزيز الترابط الأسري |
| الانضمام لورشة مجتمعية | بناء مهارات اجتماعية |
| نزهة صباحية في وقت الهدوء | تقليل التحفيز الزائد |
| تخصيص وقت للقاء صديق قديم | تحسين المزاج والدعم المعنوي |
🧘♀️ تذكير لطيف:
أن تحموا خصوصية طفلكم لا يعني أن تعيشوا في عزلة.
يمكنكم اختيار بيئتكم الاجتماعية بما يناسبكم دون أن تنسحبوا تمامًا من الحياة.
لا يوجد تعليقات